تخيَّل أنك جديد تمامًا في عالم التداول بالعملات الرقمية، وتريد أن تبدأ لكنك لا تعرف من أين. هنا يأتي دور تداول النسخ.
فكر فيه كأنك تجلس بجانب متداوِل محترف، وتشاهد كل قراراته، بل وتسمح للنظام أن ينسَخ هذه القرارات مباشرة في حسابك.
باختصار:
- أنت تختار متداول خبير (يسمّى المتداول القائد Lead Trader)
- تحدد المبلغ الذي تريد استثماره
- النظام يبدأ في نسخ كل صفقاته بشكل آلي في حسابك
بهذا الشكل، يصبح المتداول الخبير هو من يقود، وأنت تتبع خطاه.
من هم المتداولون القادة؟ ومن هم المتداولون الناسخون؟
المتداول القائد (Lead Trader): هو الشخص الخبير الذي يفتح صفقات ويعرضها للآخرين كي ينسخوها بينما المتداوِل الناسِخ (Copy Trader): هو الشخص المبتدئ (أو حتى متوسط الخبرة) الذي يختار قائدا ويتبع صفقاته بشكل آلي.
مثل جلسات التداول المباشر التي أقوم بتنظيمها، حيث أكون أقوم بعمليَّات تداوُل على المباشِر، في نفس الوقت يقوم المشاهدون والمشاركون في الجلسة باستخدام نفس الاستراتيجيَّة التي أتّبعها.
في هذا النّوع من الجلسات مثلا، أكون أنا هو المتداول القائد، والذين يستفيديون من استخدام نفس استراتيجيات التّداول التي أقوم بها يُعتَبَرون متداوِلون ناسخون.
مميزات تداول النسخ
من أبرز ما يميز تداول النسخ هو أنّه يفتح الباب أمام المبتدئين لاكتشاف عالم التداول بخطوات عملية. فبدلا من أن يبدأ المتداول الجديد من الصفر ويخوض تجاربه بمفرده، يمكنه أن يتعلّم مباشرة من خلال متابعة متداولين محترفين ونسخ صفقاتهم في الوقت الحقيقي. هذا لا يمنحه فقط فرصة للربح، بل يساعده أيضا على فهم استراتيجيات وأفكار لم يكن ليكتشفها بسهولة.
أما بالنسبة للمتداولين المحترفين، فإن تداول النسخ يشكّل فرصة جديدة لهم لتحقيق دخل إضافي. فحينما يقرر أحدهم أن يصبح "متداولا قائدا"، يمكن للآخرين أن ينسخوا صفقاته، ويحصل القائد على نسبة من أرباح هؤلاء المتابعين كمكافأة على خبرته. بهذا الشكل، يستفيد القائد من خبرته في التداول ومن وجود مجتمع كامل يثق به ويتبعه.
إضافة إلى ذلك، فإن تداول النسخ يُساهم في خلق بيئة تفاعلية بين المتداوِلين. حيث لا يقتصر الأمر على نسخ الصفقات فقط، بل يمكن أن يتطور ليصبح مجتمعا تعليميا يتبادل فيه الأعضاء الخبرات، ويُناقشون الاستراتيجيات، ويتعلّم المبتدئ من المحترف بطريقة عملية ومباشرة، وهذا بالضّبط ما يحدث في جلسات التّداوُل المباشر.
المخاطر المرتبطة بتداول النسخ
بمثل ما أن لتداول النسخ فوائد كثيرة، فهناك مخاطر أيضا. وبما أنني لا أبخل عليكم بالتشجيع عندما يكون الوقت مناسبا، أقوم بتحذيركم أيضا من المخاطر، ولا أكتفي بمشاركة المحاسِن فقط، حتى تدخلوا هذا المجال وأنتم أكثر وعيا واستعدادا للمخاطر قبل الفوائد.
أول ما يجب أن تفهمه هو أن الاعتماد على الآخرين لا يلغي احتمالية الخسارة. المتداوِل الذي تقوم بنسخ استراتيجيَّاته قد ينجح لفترة، لكنه في لحظة ما يمكن أن يتخذ قرارا خاطئا أو يتعرض لتقلبات غير متوقعة في السوق. هذا يعني أن أرباح الأمس لا تضمن أرباح الغد، وهذا يحدث مع الجميع، بمن فيهم أنا.
إضافة إلى ذلك، يواجه المتداولون المبتدئون خطر الاعتماد الكلي على نسخ الصفقات، دون محاولة التعلم أو بناء خبرة شخصية. النتيجة أن الشخص يبقى عالقا في دائرة التبعيَّة، ولا يعرف كيف يتصرّف إذا توقّف المتداول الذي ينسخه أو غيّر استراتيجيته.
هناك أيضا مسألة إدارة رأس المال. بعض المتداولين يستخدمون نسبا عالية من المخاطرة، وإذا لم تكن واعيا بذلك فقد تنسخ صفقات لا تناسب حجم محفظتك أو قدرتك على تحمُّل الخسارة. هذا قد يؤدي إلى خسائر أكبر بكثير مما توقعتَِ.
لذلك، نصيحتي أن تتعامل مع تداول النسخ كأداة مساعدة لا كحل سحري. اجعل هدفك أن تتعلم وتكتسب خبرة تدريجيًا، مع مراعاة إدارة المخاطر وحجم رأس المال الذي تتحمل خسارته.
إِنْ ربحَ المتداول القائد ربحَ معه ناسخو التّداول، وإن خسر المتداول القائد خسر متداولو النّسخ الخاصة به. لهذا أشير دائما إلى أنّ قرارات التّداول تكون على المسولية الشّخصيَّة للفرد. وبمثل ما لا يستفيد قائد التّداول شيئا من المتابعين عندما يربح متداوِل من نسخ استراتيجياته، فنفس الشّيء، لا يخسر هو الآخر عندما يخسر متداوِل في صفقة منسوخة. وهذا بديهي لأنّ الفوز والرّبح لا يتحقَّقان دائما. {alertInfo}
من أين أتداول النسخ؟
كيف تتداول النسخ أو كيف تنسخ تداول شخص آخر؟ عملية نسخ التداول تتم بطرق متعددة، لكن أشهرها اثنتان: عبر المنصات المخصصة، أو من خلال جلسات التداول المباشر.
الطريقة الأولى: هي استخدام صفحة نسخ التّداول في بينانس التي صُممت خصِّيصا لتسهيل هذا النوع من التداول. هذه الصّفحة توفِّر لك قوائم بالمتداولين المحترفين، وتعرض نتائجهم السابقة ومؤشرات الأداء الخاصة بهم مثل نسبة الأرباح، عدد الصفقات، ومستوى المخاطرة:
كل ما عليك هو اختيار المتداول الذي يناسبك وتحديد المبلغ الذي ترغب في استثماره، وبعدها تبدأ الصفقات في الانعكاس تلقائيَّا على حسابك. بهذه الطريقة، يتم التنفيذ بشكل آلي تماما ودون الحاجة لتدخل يدوي منك.
الطريقة الثانية: تتم من خلال جلسات التداول المباشر. في هذه الحالة، ينظم متداول محترف جلسة بث مباشر يشرح فيها خطواته وقراراته في الوقت الفعلي.
أنت كمشارك تتابع وتقوم بنسخ الصفقات يدويا على حسابك الخاص. هذه الطريقة تمنحك فرصة للتعلّم، لأنك ترى كيف يفكر المتداوِل ويتصرف أمام تحركات السوق، لكنها تتطلب منك سرعة انتباه وتنفيذ حتى لا تتأخَّر عن اللحظة المناسبة.